رضا البطاوى
المساهمات : 1394 تاريخ التسجيل : 06/01/2021
| موضوع: قراءة فى مقال الانتقال الآني .. ما بين الخيال والحقيقة العلمية الأحد فبراير 25, 2024 12:41 pm | |
| قراءة فى مقال الانتقال الآني .. ما بين الخيال والحقيقة العلمية صاحب المقال معاذ بن شيكر وهو يدور حول عملية الانتقال الآنى الذى نسميه الانتقال فى غمضة عين وقد طرح السؤال أولا فقال : "هل يمكن ان ينتقل شخص من مكان لمكان بلمح البصر؟" وحاول الإجابة عليه فقال : "طالما كان البشر يحلمون بالوصول الى العلوم والحكمة القديمة وكرسوا حياتهم للبحث عنها واخذوا كل السبل لكي يدركوا حقائق مخفية تحث سراديب النسيان والظلمة المشعة، وقد نجحت بعض الحضارات في كشف هذه الاسرار وكانت سببا في رقي وازدهار شعوبهم. ومع ان البعض يسخر من هذه الأمور ويعتبرها مجرد خرافات واساطير لا أساس لها من الصحة، إلا انه مع الوقت يدرك العلماء والحكماء انهم لا يعلمون إلا القليل، وان هناك امور كثيرة في هذا العالم مازالت خفية عنهم، وقد قال اسحاق نيوتن مرة: " كنت كطفل يلعب على شاطئ البحر، أسلي نفسي بإيجاد حصاة ملساء أو صدفة أجمل من العادية، بينما كان محيط الحقيقة غير المكتشفة الكبير أمام عيني"." ومحاولة الإجابة خاطئة للأسف فالانتقال ألآنى هو آية معجزة لا يمكن الوصول لها عبر علم البشر لأن الله منع الآيات وهى المعجزات عن البشر العاديين فقال : " وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون" ومنها الانتقال الآنى الذى حدث فى قصة نقل كرسى ملكة سبأ وانتقال الملائكة بين السماء والأرض للوحى أو لاهلاك الأقوام الكافرة وحدثنا الرجل عن حكايات كاذبة أطلقتها أجهزة المخابرات والأجهزة الأمنية فى العالم لشغل الناس عن موضوعات المشاكل الحياتية فحكى التالى : "سنتكلم اليوم عن ظاهرة الانتقال الآني (Teleportation) ، وهي إحدى الظواهر التي يقال بأن قدماء الحكماء والعارفين بالخفايا كانوا يستخدموها، ثم ضاعت اسرارها، ولم تعد تحدث إلا صدفة، لاشخاص لا يعلمون عنها اي شيئ ولم يكن لهم ادراك بها قبلا .. لكن كما يقال فأن الصدفة ما هي إلا طريق من طرق الحقيقة. حكاية جيل بيريز الغريبة ظهر فجأة وسط المجمع الحكومي في مكسيكوستي : وردت قصة هذا الرجل في الكثير من المصادر التاريخية وظلت محل جدل لمئات السنين .. جيل بيريز هو حارس تابع للامبراطورية الاسبانية، عاش في القرن السادس عشر في الفلبين (كانت مستعمرة اسبانية) تحديدا في العاصمة مانيلا، وكان يتبع فوج الحراسة المكلف بحماية قصر الحاكم في مانيلا، وقد عرف عنه حرصه وانضباطه الشديد في عمله. صبيحة يوم 24 اكتوبر 1593 لم يكن يوما عاديا في الفلبين، ففي اليوم السابق تم اغتيال الحاكم من قبل القراصنة، ولم يكن يوما عاديا بالنسبة إلى جيل أيضا، بل كان من اغرب الايام في حياته، حيث كان يقف كالعادة في مناوبة الحراسة الخاصة به، وكان يشعر بشيء من النعاس والتعب بسبب العمل الشاق جراء حالة الانذار القصوى التي تمر بها البلاد، فاستسلمت عينه لسطوة النوم وأغمض جفونه لثوان معدودة قبل أن ينتبه مجددا ويفتح عينيه .. وكانت المفاجأة .. إذ وجد نفسه يقف في مكان آخر مجهول لم يسبق أن رآه أو زاره في حياته، مكان مختلف تماما من حيث طراز البناء عن مانيلا .. ورأى حوله حراس يرتدون ملابس تختلف في تصميمها والوانها عن تلك التي يرتديها هو .. طبعا اولئك الحراس تعجبوا ايضا من ملابس وهيئة جيل فجاءوا اليها واستفسروا منه عن هويته، فأخبرهم بأنه من حراس الحاكم في مانيلا، فتعجبوا مما يقوله، وظن بعضهم انه ثمل، فعن اي قصر حاكم يتحدث هذا الرجل غريب الهيئة وأي فلبين؟!! .. لأنه كان يقف الآن في قلب المجمع الحكومي في مكسيكوستي عاصمة المكسيك .. كانت صدمة شديدة بالنسبة لجيل، اقسم لهم بأنه كان واقفا منذ ثواني معدودات امام قصر الحاكم في الفلبين، وأنه غفا للحظات فقط بسبب الاجهاد في العمل جراء حالة الانذار القصوى في العاصمة مانيلا بسبب اغتيال الحاكم .. لكن احدا لم يصدقه، ومعهم حق، إذ كيف انتقل في ثوان من بلد الى بلد آخر تفصل بينهما آلاف الأميال. ومع ان البلدين تابعين للامبراطورية الاسبانية، إلا أنه كان يصعب التحقق من ادعاءات جيل في ذلك الزمان بسبب صعوبة الاتصالات، لم يكن هناك هاتف او ايميل، وكانت الاخبار تأخذ اشهرا طويلة لتصل من مانيلا إلى المكسيك .. لهذا السبب تم الزج بجيل في السجن إلى ان يتم عرضه على المحكمة. وعندما تم تقديمه إلى المحكمة حكى لهم قصته واخبرهم بمعلومة انه تم اغتيال حاكم الفلبين، لكن احدا في مكسيكو لم يكن قد سمع بهذه الاخبار، فتمت اعادة جيل الى السجن. بعد شهرين رست سفينة تجارية في المكسيك، كانت قادمة من الفلبين، وعن طريقها وصلت اخبار اغتيال الحاكم في مانيلا، فتم تصديق رواية جيل، كما أن أحد البحارة في السفينة الفلبينية اقسم انه يعرف جيل ورآه مرارا امام قصر الحاكم في مانيلا، فأطلق سراحه وسط دهشة جميع من سمعوا قصته، وعاد مع السفينة الى الفلبين." قطعا الحكاية فى الغالب كذب وإما أن الرجل تم تخديره طوال رحلة سفره من الفلبين حتى مكسيكو وتم إدخاله للمجمع الحكومى وهو مخدر وترك ليصحو وحدث ما حدث هذه هى الاحتمالات المقبولة وبعد ذلك حكى شيكر عن وسيط روحى فقال : "الوسيط الروحي كارلوس ميرابيلي كان كارلوس ابن مدينة ساو باولو في البرازيل، كان وسيطا روحيا، زعم بأنه عاش حياة سابقة عدة مرات (تناسخ)، وقيل بأنه كان قادرا على التحدث بثلاثين لغة، منها لغات ميتة، وله معرفة بالعلوم والروحانيات القديمة .. في الحقيقة هناك روايات كثيرة عن قدرات كارلوس الخارقة ما يعنينا منها هنا هي تلك التي تتحدث عن التنقل الاني، حيث يشهد له بعض ممن شاهده بأنه يستطيع ان يتنقل في ثواني من مكان إلى آخر، كان يتبخر مثل الضباب وينمحى في الهواء ليظهر في مكان آخر. ومن القصص الكثيرة له ان اصدقائه يشهدون بتنقله من محطة قطار وبعد دقائق اتصل بهم ليخبرهم انه وصل الى مدينة ساو فنسنت التي كانت بعيدة عن ساوباولو بـ 56 ميلا." قطعا الرجل مخادع ومن الممكن عمل قناع بنفس منظره ليرتديه أحدهم فى مكان ما بالاتفاق معه ويظهر هو فى مكان أخر فيقال أنه تم رؤيته فى مكانين فى نفس الوقت ثم حكى حكاية ثالثة فقال : "حادثة رودلف فينتز المحيرة يقال انه في احد ايام شهر يونيو / حزيران 1951، في ساحة التايمز سكوير في مدينة نيويورك الامريكية، ظهر فجأة من العدم رجل يرتدي ملابس قديمة الطراز وذو هيئة غريبة، ظهر هكذا فجأة وسط الشارع وكان يتلفت حوله بدهشة كالمصدوم وهو ينظر إلى السيارات التي تمرق من حوله برعب، وحين حاول الابتعاد متوجها إلى الرصيف تعرض للدهس بواسطة إحدى السيارات المسرعة ومات. الشرطة استلمت جثة الرجل، وبتفتيشها تم العثور على اشياء واوراق شخصية تحمل اسم رودلف فينتز، منها رسالة مرسلة في عام 1876. الشرطة لم تعثر على اي شخص بهذا الاسم يعيش حاليا في نيويورك، لكن التحقيقات توصلت إلى شخص اسمه رودلف فينتز الصغير، وكان قد مات قبل خمسة سنوات، وبسؤال زوجته، اخبرتهم بأن والد زوجها اسمه رودلف فينتز وقد اختفى فجأة في الشارع عام 1876 ولم يظهر مجددا، وبالاطلاع على صور والد زوجها تبين انه نفس الشخص الذي استلمت الشرطة جثته .. اي انه اختفى عام 1876 ليظهر مجددا عام 1951. طبعا هذه القصة تعتبر من الحكايات الشعبية التي يتداوها الناس ولا يوجد ما يؤكد صحتها رسميا، ولو صحت فعلا، فأنها برأيي تتعلق بالسفر عبر الزمن اكثر من تعلقها بالانتقال الآني مع انها تضمن اختفاء شخص وظهوره مجددا في مكان آخر بفارق زمني كبير." وهنا ينفى القوم حدوث الحكاية وأما الحكاية الرابعة فاشاعة حربية تقول : "تجربة سرية مزعومة اجرتها الولايات المتحدة الامريكية: يقال أنها تجربة سرية اجريت من قبل البحرية الامريكية بغرض اختبار حي لجوانب من نظرية اينشتاين الشهيرة المعروفة باسم الحقل الموحد (Unified field theory) والهدف من التجربة هو انتاج سلاح غير مرئي. في يوم 28 اكتوبر 1943، وفي ميناء الاسطول البحري في فيلادلفيا، تمت اجراء التجربة على المدمرة (USS Eldridge) وطاقمها، وذلك عن طريق تسليط مجال كهرومغناطيسي شديد القوة على المدمرة. بحسب الروايات، فأن السفينة اختفت وسط ضباب اخضر لتظهر مرة اخرى على بعد 300 ميل في ميناء بولاية فيرجينيا الغربية ثم ما لبثت ان اختفت مجددا لتعود وتظهر في فيلادلفيا. التجربة نجحت جزئيا، لكن آثارها على البحارة كانت مدمرة، يقال أن بعضهم ظهروا مجددا وقد تداخلت اجسادهم مع معدن السفينة، وان جميع الطاقم عانى لاحقا من مشاكل صحية وعقلية كبيرة، مما دفع البحرية والحكومة الامريكية إلى التكتم على التجربة ونفي اجرائها." قطعا حكاية من حكاية الخدع وهى عمل سفينتين بنفس المنظر بحيث تظهر إحداهما فى مكان والأخرى فى مكان أخر فى نفس التوقيت والمهم هو التخلص من الطاقمين معها بقتلهم حتى لا يكتشف أحد سر اللعبة وهو ما أعلنوه من دمار الطاقم المزعوم الذى كان طاقمين ثم حكى حكاية سيارة فقال : "هل ظهرت السيارة من العدم ؟ توجد مقاطع فيديو عديدة عن حوادث انتقال آني مزعومة التقطتها الكاميرا، وتوجد ايضا تفسيرات متعددة لهذه المقاطع ما بين مصدق ومكذب .. نحن هنا لسنا بصدد الحكم، لكن سنرفق احد اشهر المقاطع المسمى بالسيارة الشبح، عن ظهور سيارة فجأة في الشارع في احد التقاطعات في مدينة روسية." تسمية السيارة بالشبح يبين أن لا وجود للسيارة من الساس فهى مقاطع تم تركيبها لجمع مشاهدات ومن ثم الحصول على المال وطرح شيكر سؤالا عن وجود أجهزة للنقل فقال ؟ "هل هناك اجهزة تنقل المواد والاجسام من مكان لآخر؟ وأجاب بالنفى فقال : "في الحقيقة لا توجد اي وسيلة حاليا لنقل اي مادة من مكان إلى اخر آنيا، ولا يحدث الانتقال الآني إلا في القصص وافلام الخيال العلمي، اما العلماء فلم ينجحوا حتى اليوم في اجراء اي انتقال آني إلا على مستوى البنية المعلوماتية الكمية (qubit) فيما يعرف باسم الانتقال الآني الكمي (Quantum teleportation) ، أي انهم نجحوا في نقل البنية المعلوماتية الكمية للذرة وليس الذرة نفسها. هناك تجارب تجريها بعض مراكز البحوث حول العالم حول امكانية الانتقال الآني، لكن لا يوجد شيء ملموس حتى الآن سوى طموحات ونظريات ومزاعم غير مثبتة." وأخيرا تحدث عن معجزة نقل كرسى عرش ملكة سبأ فقال: "بلقيس ملكة سبأ .. وعرشها الشهير: كل مطلع على القرآن يعلم ان هناك سورة اسمها "النمل"، وفيها آية كريمة يقول فيها عز وجل: (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ). طبعا الآية تتحدث عن عرش الملكة بلقيس الذي طلب نبي الله سليمان احضاره من اليمن. طبعا يختلف المفسرون حول الشخص الذي تشير إليه الآية بـ "عنده علم الكتاب"، فهناك روايات حول انه عفريت من عفاريت الجن ممن سخرهم الله لسليمان، فيما تذهب روايات اخرى إلى انه انسان صالح اسمه "آسف بن برخيا". وعلى العموم ليس هذا هو محل بحثنا هنا، فما يعنينا من الموضوع هو هذه القدرة الخارقة العجيبة في احضار العرش البعيد من اليمن الى فلسطين في لحظات لا تتجاوز طرفة العين، أي اننا نتكلم هنا عن لمح البصر، وهي نفسها سرعة التنقل الآني اي الحد الاقصى في سرعة الضوء." قطعا الذى عنده علم من الكتاب ليس بشر ولا جنيا وإنما هو جبريل (ص) الذى كان ينزل بالوحى وهو يعلم من كتاب وهو وحى الله ما لا يعلمه غيره وتحدث شيكر عن وجود حكايات شائعة بين البشر من أديان مختلفة عن ناس ينتقلون آنيا فقال : "طبعا هناك قصص وروايات عن اشخاص صالحين او قديسيين في جميع الاديان والمذاهب ممن كانت لديهم كرامات او معجزات تتعلق بالانتقال الآني، في الصوفية مثلا هناك خاصية تعرف بأسم "طي الأرض" عن صالحين يقال انهم كانوا قادرين على العبور في ثواني من مكان الى مكان ومن بلد إلى بلد في طرف عين. في اسبانيا اشتهرت الراهبة ماريا دي اكريدا في القرن السابع عشر بقدرتها على الانتقال الآني، حيث يزعم بأنها ساهمت بتبشير المسيحية بين قبائل الهنود الحمر في المكسيك وامريكا من دون ان تنتقل من اسبانيا اصلا، ويقال انها كانت تتنقل في طرفة عين من الدير الذي تعيش فيه بأسبانيا إلى الامريكيتين لتعطيهم كوؤس من الذهب وصلبان وكتب عن المسيحية." وقطعا كل هذه مجرد اشاعات لا حقيقة لها فقد انتهى عهد الآيات وهى المعجزات فى عصر محمد(ص) بقوله تعالى : "وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون" كما أن الآيات وهى المعجزات لا تعطى إلا للرسل(ص) فقط كما قال تعالى : " وما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذن الله" | |
|