رضا البطاوى
المساهمات : 1394 تاريخ التسجيل : 06/01/2021
| موضوع: نظرات فى مقال تحديات مجنونة: كسر حدود التحمل الأحد يونيو 16, 2024 6:13 am | |
| نظرات فى مقال تحديات مجنونة: كسر حدود التحمل صاحبة المقال متابعة موقع كابوس وهو يدور حول المسابقات التى اخترعها الأمريكان وبقية الغربيين فى العصر الحالى بهدف كسر حدود التحمل الإنسانى قطعا تلك المسابقات ليس الهدف منها كسر حدود التحمل الإنسانى لأن لا أحد يكسر تلك الحدود المعروفة كالتخلص من الموت أو من المرض .. لأن الإنسان له حدود لا يمكن تخطيها ولذا قال تعالى : " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " وأما هدف تلك المسابقات فهى شغل الناس عن الفساد الموجود فى البلاد وهو ما يسمى عملية الإلهاء أو الشهرة وجمع المال أو الشهوة وجمع المال واشباع شهوة الجماع .... قالت الكاتبة فى مقدمتها : "في الفترة الممتدة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية دخلت الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة فئة الشباب في بعض التقليعات الغريبة، وكانت الفترات ما بين العشرينات إلى الخمسينات في القرن الماضي مليئة باللحظات الفريدة تاريخياً التي أثارت جنون المراهقين بظهور العديد من الصيحات التي اكتسحت وطغت على ثقافة الشعوب لتستمر بضعة أشهر أو سنوات ثم ما تلبث أن تخفت وتتراجع، إن الفقر والبطالة المدنية للكساد الكبير يعنيان أن الأمريكيين لديهم الكثير من أوقات الفراغ ولا يملكون المال لاستثمار وقتهم وطاقاتهم في عمل شيء مفيد ومجدي، وبعد أن كانت البلاد مستقرة اقتصادياً وجدوا أنفسهم غارقين في صراع عالمي الذي فرض عليهم العديد من التضحيات والمصاعب لكنه ألهمهم في نفس الوقت لابتكار صرعات ثقافية وتنظيم الانشطة والفعاليات الترفيهية الغريبة للغاية ومن هذه الانشطة "مسابقات القدرة على التحمل "." وعددت الكاتبة أهداف المسابقات فقالت : "قد تكون هذه السباقات من أصعب السباقات على الاطلاق وفيها يحمل الانسان نفسه أكثر من طاقتها لاستعراض قدراته البطولية والفوز بالشهرة، أو للترويج لفكر معين، أو للهرب من وضع بائس في الحياة، أو للتخلص من حالة من الرتابة والملل لا أكثر، ولو تخطت القدرة على الاحتمال حدود البشر الطبيعية وتجاوز الانسان طاقته على الصبر بطريقة استثنائية عندئذ تصل هذه السباقات إلى مستوى عالي من الخطورة والوصول إلى حافة الموت." ثم ذكرت أنواع من تلك المسابقات وأولها مسابقة الرقص وفيها قالت : "ماراثون الرقص Dance Marathon وتعرف أيضاً بمسابقات القدرة على التحمل وهي عبارة عن ثنائي يتكون من شاب وفتاة يشكلان فريق يقومان بالتنافس مع بقية الفرق الأخرى عن طريق الرقص على إيقاع الموسيقى لفترات طويلة من الزمن دون توقف قد تستمر لساعات أو لأسابيع أو حتى لشهور، مع وجود لجنة تحكيم وجمهور كبير لمشاهدة المشاركين وهم يتنافسون داخل حلبة الرقص، تم ابتكار الفكرة من قبل طلاب بعض الجامعات الأمريكية لإنشاء ماراثون الرقص الخيري في عشرينات القرن الماضي، وكانت هذه المسابقات تعتبر حلقة الوصل بين المسرح والواقع حيث بدأت كفعاليات ترفيهية بغرض التسلية لكن مع ظهور الجوائز المالية تحولت إلى التنافس الشديد بين المتسابقين الذي غلب عليه طابع العنف حد الموت. كانت المتسابقة ألما كومنغز Alma Cummings أول أمريكية تخوض التحدي عام 1923 في قاعة أودوبون في نيويورك، حيث قامت بالرقص لمدة 27 ساعة متواصلة بعد أن أُنهك شركاؤها الستة في الرقص الذين لم يستطيعوا المواصلة من فرط التعب، وبعد ان فازت ألما بالتحدي أصبح ماراثون الرقص شائعاً ومألوفاً وكان المتنافسون يشاركون من أجل كسر الرقم القياسي الذي أنجزته ألما كومنغز، وفي وقت لاحق بدؤوا بالتنافس للفوز بالجوائز المالية والحصول على الشهرة الأمر الذي شجعهم على الضغط على أنفسهم لأقصى حد ممكن، هذا الانجاز والمفاخرة أصبح مصدر الهام للآخرين وما لبث أن انتشر الهوس بالسباقات حد الجنون في جميع الولايات الأمريكية، وبدأ المروجون بتنظيم عروض واسعة النطاق في المدن قوانين المسابقة أحد أهم القوانين تنص على أنه من المهم أن يستمر الفريق بالحركة وإذا أصاب المشتركين التعب والانهاك يستطيعون المشي بخطوات بطيئة لأنهم إذا توقفوا عن الحركة تماماً سيتم استبعادهم من المنافسة وبشكل عام يتم استبعادهم إذا لامست الركبتين الأرض، معظم سباقات الرقص تسمح للمتسابقين بأخذ فترات من الراحة مدتها 15 دقيقة لكل ساعة وقد سمحت فترات الاستراحة المجدولة للمتنافسين بالجلوس وتناول الطعام وأخذ قسط من النوم قبل العودة لحلبة الرقص في وقت محدد ومتابعة المسابقة كذلك يسمح لهم بالمغادرة في الحالات الصحية وللأغراض الطبية، تم وصف فترات الاستراحة تلك في صحيفة نيويورك تايمز بأنه يوجد حوالي 91 مقصورة مزودة بالكراسي والأسرة، وفي كثير من الأحيان يتم تغيير نوع الموسيقى حيث أنها تتألف من مزيج بين الموسيقى الهادئة لإعطاء المتسابقين حالة من الهدوء والاسترخاء والتبديل إلى موسيقى سريعة لإبقائهم في حالة من النشاط. أرقام قياسية قاتلة الكثيرين كانوا يسقطون من التعب والانهاك والنعاس .. والبعض يغمى عليهم- على الرغم أن السباقات تبدو في ظاهرها آمنة وليست خطيرة لكنها إذا خرجت عن نطاق المعقول من الممكن أن تكون قاتلة، وهذا ما حدث مع المتسابق هومر مورهاوس Homer Morehouse الذي كان من أوائل المشاركين الذين خاضوا السباق عام 1923 حيث استمر بالرقص لمدة 87 ساعة (ثلاثة أيام و15 ساعة) وسرعان ما انهار من شدة الانهاك وسقط أرضاً وتوفي على الفور. - في عام 1928 وفي إحدى السباقات في شيكاغو استمر أحد المتسابقين بالرقص لمدة 23 يوماً. - في نفس العام حاولت فتاة الانتحار بعد أن شاركت في الماراثون لمدة 19 يوماً ولم تفز بالمسابقة وحازت على المركز الخامس. - في عام 1930 استمرت مسابقة في شيكاغو لمدة 2780 ساعة (ثلاثة شهور و25 يوم). - بالرغم من تحقيق أرقام قياسية إلا أنه لم يتم التوصل إليها بتلك السهولة فقد كان هناك العديد من المشاكل الصحية التي تصيب المشاركين وكان معظم السباقات تستعين بأطباء للمساعدة في حالات الإغماء، وأحد هؤلاء كان المشاركين كان يدعى بين سولار Ben Solar حيث اضطر الاطباء إلى انعاشه على حلبة الرقص بعد تعرضه للإغماء بعد مرور ساعتين من بدء المسابقة، أما شريكته في الرقص فيرا شيبارد Vera Sheppard فقد فازت في المسابقة بعدما استمرت لمدة 69 ساعة متواصلة (تقريباً ثلاثة أيام). - المتسابق فرانك كون Frank Quinn الذي كان مشاركاً في مسابقة في نيويورك خرج من المنافسة وأُدخل إلى المستشفى بعد إصابته بنزيف في الدماغ. المسابقات لم تؤثر على الأجساد المنهكة فقط بل تعدتها بتاثيرها السيء على العقول وكان المتسابقون يستسلمون لحالات من الانهيار العقلي والهلوسة بشكل متزايد بسبب عدم تمكنهم من النوم سوى بضع دقائق خلال فترات الاستراحة القصيرة وكان اكبر ضغط على الإطلاق هو التغلب العقلي على كمية الارهاق والاجهاد التي يمكن للانسان تحملها، ومن الغريب أن هذه الإغماءات كانت هي عامل الجذب الرئيسي لجمهور متعطش للإثارة الذي كان يدفع المال خصيصاً لمشاهدة عرض مهيب للراقصين وهم يتأرجحون ذهاباً وإياباً ويمشون بخطوات متعثرة ويسقطون واحداً بعد الآخر وهذه كان واضحاً من خلال الأسبوع الأول من المسابقة حيث يكون عدد الجمهور قليل لأن الراقصين يكونون في حالة جيدة أما الأسبوع الثاني يزداد عدد الجماهير بعد أن بدأ المتسابقون بفقدان قواهم على حلبة الرقص. تراجعت شعبية مسابقات الرقص في نهاية العشرينات لكنها بدأت بالظهور مجدداً خلال فترة الكساد الكبير عام 1929 وقد اكتسبت أهمية أكثر شراسة في ذلك الوقت الصعب حيث قضت على الفقر واليأس واعتبرت ضربة رابحة للمشاركين في المسابقة من خلال قيام المنظمون للمسابقات بتوفير الطعام والمأوى لهم في حالة واحدة وهي استمرارهم بالرقص، في وقت كان فيه الناس بأمس الحاجة لوجبات الطعام وكذلك ساعدهم على نسيان الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، العديد من الأزواج شاركوا في المسابقة للحصول على الجائزة المالية التي ارتفعت قيمتها خلال الكساد والتي تتراوح بين 5000 دولار وأحياناً تنخفض إلى 1500 دولار وحتى لو لم يفوزوا كان لديهم الطعام والمأوى والعناية الطبية وهو شيء لم يكن باستطاعتهم الحصول عليه في تلك الفترة. وبذلك أصبحت سباقات الرقص موضة ذات أسلوب خطير كوسيلة للبقاء على قيد الحياة في أحد أصعب الفترات قتامة المليئة بالركود، واعتبرت منفذاً للعديد من الأمريكيين كوسيلة لتوفير فترات راحة من الكدح والعمل الشاق في الحياة اليومية وتشغيل العاطلين عن العمل حيث تم توظيف ما يقارب من 20.000 شخص في واشنطن مما زاد من شعبية السباقات التي استثمرها المنظمون لها بابتكار أساليب متنوعة لزيادة مبيعات التذاكر والتي تضمنت استهداف المدن التي لم تقام فيها المسابقات بعد، بالإضافة إلى قيام بعض الشركات بدعم المتسابقين بتوزيع الملابس عليهم مع وجود شعار الشركة عليها كطريقة للترويج والإعلان عن منتجها." مما قصته علينا الكاتبة نجد التالى : المسابقة فى الأساس اشباع لشهوات الجمهور والمنظمين الذين يريدون النظر لأجسام الراقصات وهو ما حرمه الله بقوله : " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم " هدف المنظمين اشباع شهوتى المال والجنس المسابقة تؤدى لنتائج سيئة على المستوى الجسدى من خلال المرض أو الموت وتحدثت عن وجود مجموعات معارضة لتلك المسابقة وفيهم قالت : "المجموعات المعارضة على الرغم أن العديد من الناس كانوا من المؤيدين لهذا النوع من المسابقات إلا انه كان هناك مجاميع عارضوها وأبدوا استيائهم، كان أصحاب دور السينما غير سعداء لأن الناس كانوا يدفعون المال لحضور سباقات الرقص بدلاً من الذهاب إلى السينما لمشاهدة الأفلام، الكنائس أيضاً لم تكن راضية على الطريقة التي يرقص فيها المتسابقون والتي لم تكن مقبولة اجتماعياً في تلك الفترة، كذلك المجموعات النسائية كانت منزعجة لأنها تعتقد أنه من غير الاخلاقي أن يقوم المتفرجون بدفع المال لمشاهدة المتسابقين وهم يقومون بإذلال انفسهم. تم إدانة وشجب المسابقات في العديد من المدن وحاول المسؤولون في الحكومة إيقافها وبعضهم كان يرى أن المنظمون للسباقات يستغلون حاجة المشتركين اليائسين ويستفيدون مادياً من خلالهم، وصرح أحد الاطباء في شيكاغو حسب قوله " أن المسابقات لها تأثير سيء على الصحة وأنه ليس هناك مجتمع متحضر يسمح باستمرار بمثل هذا المشهد المثير للإشمئزاز لكن الناس يفضلون أن يجعلوا من انفسهم أغبياء متى وأينما حلوا " حسب قوله. " وحسب أراء المعارضين الذين كان بعضهم يريد الحفاظ على الأخلاق والبعض الأخر يريد الاسترازق بتوقف تلك المسابقات والبعض يريد الحفاظ على صحة الناس قامت السلطات بايقاف المسابقة وفى هذا قالت : "في عام 1932 تم اعتماد قانون بحظر المسابقات في واشنطن وعقوبة دفع مبلغ 500 دولار ودخول السجن لمدة ثلاثة أشهر لمن يخالف هذا القانون، وفي عام 1935 تم حظر المسابقات في 24 ولاية أمريكية مشيرة إلى مخاوف صحية وأخلاقية، وعلى الرغم من الوضع المثير للجدل خلال ثلاثينات القرن الماضي بقيت مسابقات الرقص راسخة في الثقافة الامريكية." وبعد ذلك انتهت المسابقات نتيجة الحرب العالمية الثانية ثم عادت مرة أخرى للوجود ولكن بصور متعددة ولكن الأهداف الخبيثة بقى واحد منها وهو النظر للجسد والزنى فيما بعده وأما جمع المال فقد تحول للخير كما يقال وإن كان هذا ليس بصورة كاملة قالت صاحبة المقال : "نهاية مسابقات الرقص بعد خروج الولايات المتحدة من فترة الكساد وبحلول أواخر الثلاثينات تلاشى ماراثون الرقص من المشهد الثقافي ولم تعد تجذب الحضور كما في السابق، وبحلول الحرب العالمية الثانية تحول تركيز الامة بشكل جذري حيث توجه الرجال إلى حمل السلاح وتوجهت النساء إلى العناية بأسرهن أو العمل في المصانع. في السبعينات شهدت عودة ضئيلة لمسابقات الرقص حيث كان من المعتاد جمع الأموال للمشاريع الخيرية لذلك كان تنظيم السباقات بشكل افضل من السابق، وفي الوقت الحاضر تقوم المدارس الثانوي والجامعات الأمريكية بجمع الاموال للجمعيات الخيرية من خلال تنظيم هذه المسابقات، تم تنظيم فيلم يتناول ظاهرة ماراثون الرقص بعنوان " إنهم يطلقون الرصاص على الخيول أليس كذلك " They shoot horses don't they بطولة جين فوندا وقد حاز الفيلم على جائزة الاوسكار." وأما المسابقة الثانية التى تحدثت عنها المرأة فهى الجلوس فوق قمة عمود لأطول فترة ممكنة وفيه قالت: "مسابقة الجلوس فوق قمة العمود وهي ظاهرة بدأت في العشرينات من القرن الماضي حيث يقوم المتسابق بالجلوس فوق قمة عمود عالي جداً مثل سارية العلم لاطول فترة ممكنة ويتم وضع منصة صغيرة للجلوس عليها، كان المتسابق الفين كيلي Alvin Kelly يعتبر سيد هذه الظاهرة الجنونية ومن أشهر الجالسين على قمم الاعمدة في الولايات المتحدة الأمريكية، اكان لفين كيلي يطيب له تسمية نفسه "بحطام السفينة " shipwreck وهو مستوحى من ادعاءاته المشبوهة بأنه احد الناجين من غرق السفينة تايتانك، اسمه الويسيوس انتوني كيلي ولد عام 1893 في نيويورك وكان يعمل بحاراً وفي حوض بناء السفن كعامل صيانة المنشآت ذات الارتفاع الشاهق وكذلك عمل كممثل بديل محترف في لعب الأدوار الخطرة أثناء تصوير الافلام في هوليوود قبل أن يكتسب الشهرة من خلال الجلوس على الأعمدة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. كانت البداية عام 1924 عندما دخل في تحدي مع أحد أصدقائه لنشر دعاية لعمل مثير وجريء مدفوع الأجر بتسلق عمود شاهق الارتفاع ويجلس فوق قمته لمدة 13 ساعة و13 دقيقة وسرعان ما أصبح التحدي مشهداً وطنياً لينتشر بين الناس وتحتدم المنافسة بينهم وظهور العديد من المتنافسين الذين قاموا بتقليد هذه الظاهرة بالجلوس فوق الأعمد لفترات طويلة تراوحت بين 12 و17 و21 يوماً وخلال اسابيع كان العديد من الناس يحاولوا ان تسمية انفسهم " ملك العمود "كان انجذاب الحضور استثنائي باعداد ضخمة ومع هذا الحضور الكبير قرر كيلي المتعطش للشهرة استعادة لقبه مرة أخرى كملك الجلوس على العمود وجلس لمدة 49 يوم فوق عمود بطول 68 متر على رصيف ميناء اتلانتك سيتي أمام 20.000 متفرج، وفي عام 1930 تم كسر الرقم القياسي لكيلي من قبل بيل بينفيلد Bill Penfield الذي استغرق جلوسه فوق العمود 51 يوماً و20 ساعة إلى أن أجبرته عاصفة رعدية على النزول، لكن كيلي العنيد استطاع ان ينتزع لقبه مرة اخرى بتحقيقه أطول فترة قياسية على الاطلاق وهي 7711 ساعة اي ما يقارب عشرة أشهر. كان كيلي يتلقى وجبات الطعام وهو جالس فوق العمود وكان طعامه يتكون بشكل أساسي من السوائل كالحساء والماء ويتم رفعها إليه عن طريق وعاء مربوط بحبل وكذلك قيامه بانشطته اليومية كالقراءة وكان معروفاً أيضاً أنه يحرم نفسه من النوم لمدة اربعة أيام وإذا غلبه النعاس كان يتمسك جيداً بالعمود كي لا يسقط أثناء نومه. تتراوح المبالغ التي يتقاضاها كيلي مقابل عمله هذا بين 100 - 500 دولار يومياً طيلة حياته المهنية وتدفع له مقابل أي جهة تجارية تحتاج إلى الدعاية والإعلان وأحياناً تدفع له من قبل الحشود حيث يدفع كل شخص ربع دولار لمشاهدته من فوق أسطح المنازل القريبة منه والحصول على لمحة من ذلك المجازف المتهور الذي يظهر بين المباني السكنية في وسط المدينة. قام كيلي بجولة في 28 مدينة وكان مجموع ما قضاه في الجلوس على قمم الأعمدة طوال مسيرته 20613 ساعة في مهنة استمرت أكثر من عقد من الزمان، وكان يحتفظ بقصاصات ورق الجرائد التي تنشر الاخبار عنه وعن منجزاته، توفي كيلي بنوبة قلبية عن عمر 59 عاماً. حوادث ما بعد 1930 اصبح الناس يتنافسون في قضاء ساعات وايام وحتى اشهر طويلة فوق العمود- بالرغم من انتهاء سباقات العمود خلال الكساد الكبير إلا أنه كانت هناك محاولات اخرى للعودة إليها فمنذ عام 1933 إلى عام 1963 ادعى ريتشارد بلاندي Richard Blandy أنه بطل سباق الجلوس فوق العمود وقد حقق انجازات متفاوتة تتراوح بين 77 و78 و125 يوم حتى وفاته عام 1974 عندما انهارت السارية التي كان جالس عليها. - في عام 1964 تم تسجيل رقم قياسي مدته 217 يوم في مدينة جاسدن في ولاية ألاباما من قبل المتسابقة بيغي تاوسند كلارك Pggy Townsend Clark البالغة من العمر سبعة عشر عاماً. - أما ديفيد ويردير David Werder فقد حقق أطول فترة قياسية مدتها 439 يوم و11 ساعة و20 دقيقة بين الفترة من نوفمبر 1982 إلى 21 يناير 1984 احتجاجاً على غلاء أسعار البنزين." وتحدثت الكاتبة عن أن هناك جذور دينية لمسابقة البقاء على العمود وقد قصتها علينا فقالت: "تاريخ الجلوس فوق قمة العمود على ما يبدو ظاهرياً أن ظاهرة العمود تم ابتكارها خلال فترة العشرينات من القرن الماضي لكن من الجدير بالذكر بأن لها جذور تاريخية قديمة في الحضارات السابقة في فترات الزهد والنسك وكانت ظاهرة شائعة خلال الأيام الأولى للامبراطورية البيزنطية، وتسمى stylite وهي تسمية مستوحاة من اللغة اليونانية وتعني " ساكن العمود " وتشير تحديداً إلى الزاهد الذي يتخذ من قمة العمود مسكناً له ويقوم من مكانه بطقوسه الدينية والوعظ والارشاد للناس، وكان هناك معتقد بأن بان الجلوس بهذه الطريقة ولفترات طويلة من الزمن يساعدهم على ارهاق أجسادهم وضمان خلاص أرواحهم. كان من أوائل الذين ابتكروا هذه الطريقة القديس سمعان العمودي الذي ولد عام 388 في قرية سيسيان وعاش في مدينة حلب في سوريا وفي عام 423 عندما بلغ الخامسة والثلاثين من عمره قام بتسلق عموداً حجرياً طوله 15 متراً وبقي ساكناً فوق قمته لمدة 37 عاماً حتى وفاته، وقد نسبت العديد من المعجزات منها ان القديس سمعان كان يقوم بعباداته وهو واقف على قدميه ليلاً ونهاراً بدون طعام أو شراب ويقال أنه توفي على هذه الهيئة، تم بناء كنيسة حول العمود ضمن آثار دير كبير تعرف بكنيسة القديس سمعان وهي من الأماكن الأثرية المسيحية الهامة في سوريا،، انتشرت هذه الطريقة في الزهد في مناطق شمال سوريا ومنها انتقلت إلى أوروبا. لم تقتصر هذه الظاهرة على الجلوس فوق قمم الأعمدة بل أصبح لها أشكال اخرى نظراً للظروف الجوية القاسية حيث تم تشييد الأكواخ كملجأ من أشعة الشمس، أو السكن داخل تجويف العمود، كانت الحياة بهذا الشكل تتطلب قدرات هائلة من التحمل بشكل استثنائي بالإضافة إلى الصبر على العيش بالفقر والحرمان، استمرت هذه الظاهرة حتى عام 1461 وفي القرون الأخيرة أصبح هذا النوع من الزهد الرباني منقرضاً تقريباً. حالة أخرى من حالات التحمل وأشدها قسوة على الاطلاق التي قام بها الراهب الفيتنامي تيتش كوانغ دوك الذي أحرق نفسه حتى الموت أمام جمع غفير من الناس عند تقاطع مزدحم في سايجون في ولاية ماهايانا في يونيومن عام 1963 واللامعقول في هذه الظاهرة الصادمة أن الراهب لم يحرك ساكناً من مكانه والنار تلتهم بجسمه ولحمه دون أن تصدر منه صرخة استغاثة ودون أن يوحي بأي احساس بالألم كأنه في عالم آخر وهو جالس جلسة الرهبان والجميع يحدق إليه بصمت تم توثيق هذا المشهد من قبل المصور مالكولم براون Malcolm Brown لصالح وكالة اسوسياتيد بريس وسرعان ما أصبحت الصورة أيقونة خلال فترة الستينات المضطربة. قام الراهب دوك بالتضحية بنفسه احتجاجاً على الاضطهاد الذي تعرض له البوذيين في جنوب فيتنام والتضييق عليهم من قبل النظام الحاكم بقيادة نغودن ديم، كان الاستياء المتزايد من قبل البوذيين في تلك الفترة أحد القضايا الأساسية لفيتنام الجنوبية الذي أدى في النهاية إلى حدوث انقلاب انتهى لصالح البوذيين الذين يشكلون 70 - 90 % من سكان فيتنام. تظاهر حوالي 350 راهب وراهبة وهم ينددون بحكومة ديم وسياستها تجاه البوذيين، وفي يوم التظاهر خرج الراهب كوانغ دوك من سيارته مع اثنين من الرهبان وضع أحدهم وسادة على الأرض بينما أخرج الآخر وعاء بنزين (خمسة غالونات) من صندوق السيارة، وشكل المتظاهرون دائرة من حولهم، جلس كوانغ دوك على الوسادة في وضع البوذي التقليدي المتأمل وقام زميله بافراغ محتويات وعاء البنزين فوق رأسه وقام دوك باشعال عود ثقاب والقاءه على نفسه وسرعان ما اشتعلت النيران في جسده وهو جالس في مكانه دون حراك إلى أن توفي، وبعد أن هدأت النيران قامت مجموعة من البوذيين بتغطية جثته وحمله إلى معبد قريب وسط سايجون وتم احراق ما بقي من جثته أثناء الجنازة لكن القلب بقي على حاله ولم تمسه النار وتم وضعه في كأس زجاجي في معبد باغودا واعتبر قلباً مقدساً ورمزاً للرحمة. ولد الراهب البوذي تتش كوانغ دوك عام 1897 في قرية وسط فيتنام وهو واحد من سبعة أطفال وفي سن السابعة غادر المنزل لدراسة البوذية تحت رعاية عمه ومرشده الروحي الذي اعتبره ابناً له، وفي سن العشرين تم تعيينه كراهب، بعد ذلك سافر إلى أحد الجبال ليعيش حياة البوذي الوحيد المنفرد والمنعزل لمدة ثلاث سنوات، وقام بانشاء معبد باغودا لنشر تعاليم البوذية خلال الفترة التي قضاها في جنوب فيتنام. على الرغم من صدمة الرأي العام من إحراق دوك نفسه بهذه الطريقة فإن ممارسات البوذيين الفيتناميين لم يسبق لها مثيل حيث تم تسجيل حالات من التضحية بالنفس في فيتنام لعدة قرون وعادة ما يتم ذلك لتكريم غوتاما بوذا، تم اعتبار التضحية بالنفس لاحقاً نقطة تحول في الأزمة البوذية ونقطة حاسمة في انهيار نظام ديم. انتشرت الصور التي التقطها مالكولم براون بسرعة وتم عرضها على الصفحات الأولى في الصحف في جميع انحاء العالم، وحصل مالكولم على جائزة بوليتزر للصحافة على الصور التي التقطها. " قطعا ظهور تلك المسابقة بعيدا عن الأديان الهدف منه الشهرة والحصول على المال وفى سبيل ذلك يقوم الناس بجنون وحتى ما قصته الكاتبة عن بعض الجذور الدينية هو فى غالبه أكاذيب فلا يوجد فائدة من العيش فوق أعمدة لصاحبه أو غيره وأما الاحتراق فوق عمود فقد أتى بالثمرة المرجوة وهو القضاء على نظام كان يضطهد الناس وتسبب فى كوارث وحروب فيما بعد والواجب هو إلغاء أى أشكال للمسابقات التى لا فائدة مباحة للناس منها كمسابقات الرقص أو القعود على أعمدة أو لعب ورق أو لعب بشىء أخر لأنه تعاون على الإثم والعدوان ممثل فى تضييع الوقت والجهد فيما لا منفعة منه للبشر وايضا أكل لأموال الناس بالباطل وأيضا تحريض على اشاعة الفواحش فى المجتمع وهو ما حرمه الله بقوله تعالى : " ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " | |
|