موضوع: قراءة فى كتاب فليس منّا السبت مارس 13, 2021 12:17 pm
قراءة فى كتاب فليس منّا الكتاب تأليف متعب بن سريان العصيمي وهو من أهل العصر وهو يدور حول مسألة الغش وهو خداع الناس لإظهار الشىء على غير حقيقته وفى مقدمته قال العصيمى: "أما بعد إن المتأمل والناظر بعين البصيرة في حال كثير من الناس يجدهم قد ابتلوا بداء عظيم وأمر خطير ألا وهو الغش - نسأل الله العافية - فلا تكاد تجد من يسلم من هذا البلاء إلا من رحم الله . ولتنبيه الغافل وتعليم الجاهل بحرمة هذا الأمر وخطورته سطرت هذه الوريقات" وقد بين العصيمى فى التمهيد أن الغش فعل ذميم وتناول أشهر مسائله وهى الغش فى البيوع والغش فى الامتحانات فقال: "تمهيد: يعد الغش ظاهرة سلبية تفشت في مجتمعنا حتى صارت عند بعض ضعاف النفوس مهنة يمتهنها في بيعه ومعاملته للناس ، فالطالب في امتحانه قد غش ورب الأسرة بسوء تربيته قد غش ، والتاجر في ترويج بضاعته قد غش – إلا من رحم الله - فإلى المشتكى . أخي الحبيب: تصور أن هناك امتحانا ً خالطه الغش كيف لك أن تميز بين المجتهد والبليد؟تصور لو أنه عرضت عليك بضاعة مغشوشة لتشتريها أتستطيع أن تفرق بين القديم والجديد ، والصرف من الزائف إذ الأمر سواء في نظرك ، وفي الحقيقة شتان بينهما. الغش صفة ذميمة اتصف بها المنافقون ، فهم غششة ، والمؤمنون نصحة ، والغاش ممقوت عند الله وعند خلقه ، وممحوق البركة في عمله وماله ، ولهذا يجب علينا أن نحد من انتشار هذه الظاهرة بتوعية الناس وتحذيرهم منها ومن سوء عاقبته وذلك بالكتابة والنصيحة ، والخطبة وغير ذلك " ثم حدثنا العصيمى عن طالب تخيله يغشش فقال: "وقفة مع طالب مجتهد: أخي الطالب المجتهد:يا من طلب العلا فسهر الليالي ، جد واجتهد ، وقام وقعد كل ذلك من أجل ان ينال أعلى الدرجات ويحصل على أرفع الأوسمة بكل شرف وطموح ، ولكن في الامتحان لماذا ؟نعم لماذا أراك قد تنازلت عن جهدك وتخليت عن مضمار السباق و أعلنت الاستسلام لوساوس الشيطان من الإنس الجن ؟ قل لي كيف ترضى لنفسك أن ترهقها وتحرمها لذة النوم والراحة وغيرك (هامل ) يتجول في الشوارع أو متسلق ٍ على ظهره في سبات عميق ثم تأتي في ساعة الامتحان وبكل بساطة لتقدم له الخدمة الشيطانية ( الغش أخي: العاقل العامل لا يكون فريسة الخامل." الرجل هنا يخاطب الغاش ومن يغششه وهو الطالب المجتهد والمسألة فى عصرنا لا يتم تناولها هكذا فلكى نتكلم كلاما صحيحا فلابد أن تكون فى مجتمع مسلم أى عادل ينفذ أحكام الله فالغش فى مجتمعاتنا الحالية ليس غش فى مجتمعات مسلمة لأنها لا تحكم بحكم الله فكيف نطلب من طالب أيا كان ألا يغش والمناصب والوظائف الكبرى محجوزة فى مجتمعاتنا للأسرة الحاكمة وحواشيها أو للعسكر ومن يسير معهم ومن يجتهد مهما اجتهد فى العلم والعمل لا يمكن أن يصل لتلك الوظائف والمناصب لأنهم لا يحبون العادل بينهم هل نتكلم عن أن ابناء الفقراء يرسبون فى التعليم لأنهم لا يجدون من يغششهم بينما أبناء الأغنياء الغش مفتوح أمامهم بأموال الآباء بل إن الشهادات أصبحت تشترى وتباع دون دراسة غش الفقراء فى تلك الحالة مباح لأن حقوقهم فى كل الأحوال منهوبة مسروقة ومن ثم لا يمكننا أن نتكلم عن الحلال والحرام فى الغش فى ظل تلك المجتمعات ثم كلمنا العصيمى مكملا كلامه فى المسألة : "وقفة مع .........
أخي لم أستطع أن أصفك بالغاش لأنني أرجو أن تصبح غدا ً أمينا ً إن شاء الله أخي الغش من الإثم هو قول نبيك ( " البر حسن الخلق والإثم ما حاك في نفسكوكرهت أن يطلع عليه الناس ". أخي هل تحب أن يطلع عليك المراقب في الامتحان أو السوق ويكشف أمرك للناس الجواب : بالطبع لا . بل أنت تكره ذلك وتخشى على نفسك الفضيحة . وهذا دليل على أن الغش من الإثم وعلى هذا فاسمع إلى قوله تعالى : (( ... وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب )) " ثم حدثنا الرجل عن مظاهر الغش فقال: "مظاهر الغش: أولاً :غش الراعي لرعيته ، والقائد لجنوده ، والرئيس لمرؤوسيه ، ورب الأسرة لأبنائه . فعن معقل ابن يسار المزني قال : سمعت الرسول (ص) يقول : " ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة " ثانياً/ الغش التجاري الذي يعتدي فيه المسلم على مال غيره ولو كان شيئاً يسيراً ليحصل عليه بالحرام عن طريق الكذب والكتمان ، أو إخفاء عيوب السلعة أو البخس في الميزان . خرج النبي ( ذات يوم إلى الناس في سوقهم في حملة تفتيشية للبضائع والسلع ، وفي أثناء حملته ( مر على صبرة طعام ، فأدخل يده فنالت بللاً ، فقال ما هذا يا صاحب الطعام ؟ ! فقال : ما هذا يا صاحب الطعام ؟ فقال : أصابته السماء يا رسول الله ، فقال " أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس من غشنا فليس منا " ثالثاً / الغش في العلم وهو من أخطر أشكال الغش وأبلغها أثرا ً وضرراً ، فعندما يحصل الغاش على شهادة تعليمية بالغش فإنه يكتسب بها مالا ً حراما ً وعملية الغش في الاختبارات تعد من أخطر الكوارث التربوية التي تتعرض لها مسيرة التربية والتعليم ، فتعرقل تقدمها ، وتخل موازينها ، وتؤدي بالطالب الغاش إلى حياة الخمول والانحراف . رابعاً / الغش في القول ، كالإدلاء بالشهادات ، والأقوال والمعلومات التي يقدمها المسلم أمام القضاء ، أو أي جهة مسؤولة بشكل مخالف للحقيقة ليوقع الضرر بالناس ظلما ً وزورا ً . خامساً / الغش في الصداقة والصحبة ، وهو الأمر الذي غفل عنه كثير من الشباب ، بل تساهلوا في هذا الأمر ، حتى بلغوا درجة كبيرة من الضياع والخسران المبين وفي ذلك يقول الله جل وعلا : (( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا ً خليلا ًلقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً )) . فليس من أهداك سواكا ً وشريطا ً نافعا ً كمن أعطاك سيجارة وشريطاً ماجناً ،فالأول ناصح ومحب لك ، والآخر عدو غاش لك . قال تعالى (( الأخلآء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )) " ما ذكره العصيمى هو بعض من صور الغش وهى الصور الشهيرة وهناك صور أخرى أشد فتكا مثل الرجل الذى يدعى قدرته على أن يجعل المرأة حاملا من زوجها فيعطيها صوقة فيها منيه او منى رجل مما ينجبون ويطلب منها ان تضعها فى مهبلها وتطلب من زوجها ان يجامعها فور عودتها من عند الدجال أى اقصد الشيخ أو الولى وتظهر المصيبة وليس الكرامة فى حمل المرأة بسبب المنى الزور من غير زوجها ثم حدثنا العصيمى عن أسباب الغش فقال: "أسباب الغش: من الأسباب التي تدعو الإنسان إلى الغش سواء في المعاملات أو الامتحانات : (1) ضعف الإيمان ، وقلة الخوف من الله ، والتهاون بنظره ، وعدم مراقبته في كل دقيقة وجليلة . (2) جهل بعض الناس بحرمة الغش ، وأنه من خصال المنافقين . (3) عدم الإخلاص لله في العمل - سواء طلب علم ، أو تجارة - فمتى قل حظ الإنسان من الإخلاص ، أو فقده فإنه لا تردعه نفس أبية ، ولا ضمير يؤنبه ، فتراه يغش ويخدع على مرأى من الناس ومسمع . (4) الحرص على جمع المال من أي طريق كان ، فنجد بعض الناس أكبر همه هو جمع المال ، وتحصيل الربح الأكثر ، سواء عن طريق بضاعة مغشوشة ، أو شهادة مزيفة يحصل بها على وظيفة ، أو أي وسيلة أخرى قال الرسول ( : " يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه أمن الحلال أم من الحرام " رواه البخاري . (5) وجود المراقب المتساهل بظاهرة الغش في قاعة الامتحان ، أو في الأسواق العامة ، فوجود مثل هذا النوع من المراقبين يتيح لضعاف النفوس الطمع في الغش . (6) عدم الجدية ، ترى الغاش مخفق الاهتمامات ، فكل همه إضحاك زملائه في الفصل بكثرة مشاغباته ، فإذا جاء الامتحان أتت عليه ساعة الصفر ، فطأطأ رأسه يقلب عينيه يمنة ويسرة ، لعله يظفر بشيء ينجو به من الرسوب . (7) مصاحبة ( الهمل ) ومجاملتهم ، والاستماع لوساوسهم الشيطانية - الغش - فمتى طلب منه الغش ، أو المساعدة في ذلك أومأ برأسه متناسيا ً قول ربه (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب ). ( 8 ) ضعف التربية منذ الصغر في المنزل ، والمدرسة ، بحيث يراه أستاذه في المرحلة الابتدائية يغش ، فلا ينهاه بالتي هي أحسن ، بل ربما شجعه على ذلك ، وكذلك وليه
( 9 ) ضعف الثقة في النفس ، فمتى شعر بأنه لا يستطيع أن يكون مثل أقرانه المجتهدين في التحصيل العلمي ، لجأ إلى الغش ليكمل النقص في شخصيته . ( 10 ) الاتكالية على غيره ، وعدم تحمل المسئولية ، بحيث أنه إذا جاء وقت الاختبارات كان همه البحث عن وسائل جديدة للغش 0 ( 11 ) عدم الرضا بما قسم الله له ، فتجد بعضهم ممن ليست لد يه قناعة بما وهبه الله من تحصيل علمي أو كسب تجاري فيطمع في المزيد فيقع في الوعيد (( من غشنا فليس منا )) ( 12 ) ترك معاقبة الغاش يساعد على انتشار الظاهرة وتفاقمها ، لأن من أمن العقوبة أساء الأدب 0 ( 13) الغفلة عن الموت ، وهذا - والله - سبب وقوع العبد في المعاصي وتماديه فيها ، فمتى قلّ تذكر العبد للموت كثر تجرؤه على حدود الله " اسباب الغش فى المجتمع غير المسلم وهو المجتمعات التى نعيش فيها تعود إلى التالى : الأول ظلم الحكام وهو أهم اسباب الغش الثانى إرادة البعض الكسب السريع الحرام الثالث الجهل بالحكام وهو نادر وفى المجتمع المسلم سبب واحد وهو الكفر أى عصيان أحكام الله من قبل من يغش ومن يساعده على الغش ثم حدثنا الرجل عن حكم الغش فقال: "حكم الغش: الغش حرام بإجماع أهل العلم من خلال الأدلة القاطعة ، والبراهين الساطعة من الكتاب والسنة ، وأقوال العلماء في ذلك . فعن أبي هريرة قال : مر ّ رسول الله (ص) على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً فقال : " ما هذا يا صاحب الطعام ؟ ، قال :أصابته السماء يا رسول الله . فقال : ( " أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس ! من غشنا فليس منا . يقول سماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز: ( فالواجب على البائع أن يبين العيوب الخفية في السلعة للمشتري والمستأجر ، ...وكذلك يبين حقيقة الثمن والسوم عند الإخبار عنهما ، لأن ستر عيوب السلعة أو الزيادة في السوم ، أو الثمن ليبذل المشتري أو المستأجر مثل ذلك أو قريبا ً منه يعد من الغش . وقد حرم الله الغش لما فيه من الفساد والضرر بالعباد بظلم بعضهم لبعض وبإجاد الشحناء بينهم ، أو بأكل أموالهم بالباطل ، فذلك يجب على جميع المسلمين تقوى الله في المعاملة ، والحذر من أسباب غضب الله ، وأليم عقابه الذي توعد به أصحاب الغش " العصيمى هنا حدثنا فقط عن كون الغش حرام وحدثنا عن مضاره ولكنه عفل عن الحكام القضائية للغش وفضايا الغش يختلف فيها الحكم فمثلا الغش فى الامتحانات هو شهادة زور تستوجب جلد الغاش وإن كان معه من غششه جلد مثله ومثلا الغش فى الطعام إذا ترتب عليه مرض أو موت الناس كان هذا قتلا خطأ ففى حالة المرض يستوجب علاج المريض على نفقة الغشاش وفى حالة القتل الخطأ يعاقب بنفس عقوبات القتل الخطا وإن كان الغش فى الطعام من نوعية تغيير الصلاحية أوتحويل الطعام الحيوانى إلى طعام ىدمى قهذه الجرائم من جرائم الأفساد فى الأرض ومثلا فى حالة الحمل عن طريق صوفة يستوجب هذا عقاب الغاش بعقوبة من عقوبات الإفساد فى الأرض لخلطه الأنساب وهى القتل أو تقطيع الرجل والأيدى من خلاف أو الصلب حتى الموت أو النفى من الأرض وهو الإغراق فى الماء ثم حدثنا الرجل عن أضرار الغش فقال: "أضرار الغش: (1) اكتساب الإثم من فاعله ومن رضي به . (2) براءة النبي( ص)من فاعله وذلك في قوله " من غشنا فليس منا " (3) مقت الناس للغاش ، وكراهية التعامل معه . (4) الغش خيانة للأمة ، وضياع للأمانة . (5) الغش صفة من صفات المنافقين . (6) الغش سبب في محق البركة . (7) الغش يضعف الثقة فيما بين المسلمين . ( الغش سبب في إيجاد مجتمع فاشل في كافة المجالات . (9) ظلم الآخرين ، وذلك بالتعدي عليهم بغير حق . (10) ضعف التحصيل العلمي لدى الغاش . (11) إيجاد الشحناء والبغضاء بين المسلمين . (12) الوقوع في التهاون بنظر الله . (13) الوقوع في المجاهرة عند التحدث بالذنب لغير حاجة . (14) كسب الحرام من وراء شهادة مزيفة ، أو بضاعة مغشوشة ." قطعا الغش هو جريمة تؤدى لمفاسد ظاهرة وباطنة فهو إن انتشر قضى على إسلام المجتمع وحوله لمجتمع كافر ثم تناول العصيمى علاج المشكلة فقال: "علاج الغش: 1. الاقتناع التام بحرمة الغش ، وأنه خيانة لله ولرسوله ( ص) قال الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون )) . 2. استشعر مراقبة الله واطلاعه عليك ، فلا تجعله أهون الناظرين إليك ، قال الله تعالى (( إنالله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء " 3. اخلص العمل فإن الناقد بصير ، فإن من قل أو عدم نصيبه من الإخلاص دفعته نفسه الأمارة بالسوء إلى الغش والتحايل على أوامر الله 4. ابتعد عن الكسب الحرام القائم على الغش في البيع والشراء ، أو الحصول على شهادة مزيفة لكسب المال بها ، مهما كانت الظروف المادية ، لأن ذلك ينافي حقيقة التوكل ، قال الله تعالى : (( ... وعلى الله فليتوكل المؤمنون )) 5 . عليك بالرفقة الصالحة ، فإنها خير معين بعد الله بالنصح والتذكير متى هممت بأمر سوء . 6 . الدعاء وسؤال الله أن يتوب عليك ، وأن يغنيك بحلاله عن حرامه . 7 . تذكر اليوم الآخر ، فإن النفس إذا ذكرتها بيوم الحساب فإنها تلجم عن المعصية لخوفها من شديد العقاب . 8 . الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإنه ما حل في بلاد إلا وقل فيها الفساد ،ومتى عدم منها طم الفساد فيها وعم . 9 . اتخاذ الإجراءات اللازمة والعقوبات الصارمة وتطبيقها في حق من غش لردعه وزجره ، فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ، وذلك لضعف إيمان الناس في هذا الزمان . 10 . الهمة العالية والمصابرة في تحصيل العلم ، وكسب الرزق الحلال يبعدك عن الوسائل غير المشروعة في ذلك " قطعا علاج الغش يستوجب أولا تعريف الناس بأحكامه وثانيا تنفيذ العقوبات على الغشاشين فى كل مجال وقبل كل هذا وجود العدل فى المجتمع فلا تطالب مظلومين بالامتناع عن ارتكاب المحرمات إذا كان حكامهم يأخذون حقوقهم بالحرام لأنهم إنما يرتكبون بعض المحرمات للحصول على بعض تلك الحقوق فلأن الحكام لا يعطون الناس رواتب كافية للمعيشة فى مجتمعاتنا نجد بعض الأرامل تلجأ للزواج العرفى لأنها ستفقد معاش الزوج الميت بينما الزوج العرفى لا يملك مالا كافيا للنفقة عليها وعلى بيتها ولكى تحفظ نفسها من الزنى تتزوج عرفيا مع شهادة بعض الناس ومثلا بعض المعلمين يقومون بتغشيش التلاميذ لأنهم يعرفون أن آبائهم لا يملكون مالا لكى يعيدوا تعليمهم سنة زائدة كما قلت لا يمكننا الحديث عن الحرام والحلال طالما أن بعض المجتمع وهو الطبقة الحاكمة لا تلتزم باحكام الله أى حتى بالقانون الوضعى الذى وضعته فلكى تعدا لابد أن يكون العدل عاما ثم قال العصيمى: "وقفة تأمل: إن وجدان المسلم المرهف الصادق لا يطيق الغش ولا يصبر عليه ، بل إنه ليرتجفهلعا ً منه ، إذ يرى في ارتكابه انخلاعا ً من الانتساب للإسلام ، كما يقرره رسول الله (ص)في الحديث الذي رواه مسلم : " من حمل علينا السلاح فليس منا ، ومن غشنا فليس منا " فإذا تأملنا هذا الحديث العظيم وجدنا أن الرسول ( قرن وساوى في الجزاء والوعيدبين صنفين من الناس لكل منهما عمله ظاهرهما الاختلاف في المقصد والهدف ، ولكننا إذا أمعنا النظر قليلا ً وجدنا بينهما الائتلاف في تحقيق الأهداف ، وذلك من عدة أمور منها (1) اشتراكهما في العداوة للمسلمين ، فالأول أظهرها برفعه للسلاح عليهم ، والآخر أسرها في نفسه ولم يبدها لهم ، وتلك خصلة المنافق ، إظهار الخيل والصلاح وإبطان الشر والفساد . (2) اشتراكهما في الفساد المتحقق من مزاولتهما لعملهما ولهذا نجد أن الله- عز وجل - قال في كتابه على لسان شعيب - عليه السلام - : (( ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوافي الأرض مفسدين ))فسمى عملهم - الغش في الموازين - فساداً في الأرض . (3) شدة خطورتهما علينا ، ولهذا يجب علينا أن نحد من هذه الظاهرة ، ونحذر منها ، ومن أولئك الغششة ومن التعامل معهم بقدر حرصنا وحذرنا ممن حمل السلاح علينا . (4) مما لا شك فيه أن حامل السلاح لا بد من ردعه ، وإيقافه عند حده ، فكذلك - أيضاً - الغاش يحتاج إلى من يردعه ، ويقف له بالمرصاد لكفه من الإفساد ، ومن ثم لا يبقى للغششة مكان بيننا لا تجاهر عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : " كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا ً ثم يصبح قد ستره ربه -عز وجل - ، فيقول : يا فلان قد عملت البارحة كذا وكذا ،وقد بات يستره ربه -عز وجل - ويصبح يكشف ستر الله عنه " .. قال النووي: عن قوله " إلا ّ المجاهرين " :هم الذين جاهروا بمعاصيهم وأظهروها ، وكشفوا ستر الله عليهم ، فيتحدثون بها لغير ضرورة و لا حاجة .فاحذر يا من وقعت في الغش وقد ستر الله عليك من أن تتبجح أمام أقرانك وتكشف ستر الله عليك بأنك فعلت كذا و كذا ، بل وربما تقول ذلك وأنت تضحك ، فلا حول ولا قوة إلا بالله " كما قلت الكلام عن الغش فى مجتمعاتنا الحالية لن يغير شىء لأنها مبنية كما قلت على وضع خاطىء وهو ظلم الأغنياء لمن تحتهم وهو وضع لا يمكن أن ينعدل منه شىء وما يقوم به من هم تحت الأغنياء من أنواع الغش طالما قصد به استعادة به بعض الحقوق من ألغنياء وهم الدولة ليس حراما وأما من يغش من تحت الـغنياء فهذا محرم عليه ثم قال : "موقف تربوي: روى أسلم قال : كنت مع عمر وهو يعس بالمدينة ، إذ سمع امرأة تقول لابنتها : قومي يا بنية إلى هذا اللبن فامذقيه فقالت البنت : إن عمر نهى عن ذلك0فقالت الأم : - التي غفلت عن نظر الله - وما يدري عمر ؟!! فقالت لأمها : - وهي تعظها - إن لم يدر عمر فرب عمر يدري0 أخي أليس الغش من محارم الله والتي تنتهك حرمتها في الخلوات بعيداً عن أنظار الناس والمراقبين منهم خاصة ؟ أقول لك : بلى وربي ، ووالله أخشى ما أخشاه أن يعمك قول الرسول ( وأنت لا تعلم (1) أي يتفقد أحوال الناس ليلاً . (2) هو خلط اللبن بالماء . عن ثوبان ، عن النبي (ص) أنه قال :" لأعلمن أقواما ً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيض ،فيجعلها الله هباءً منثوراً قال ثوبان :صفهم لنا ، جلّهم لنا ألا ّ نكون منهم ونحن لا نعلم قال :" أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم ، ويأخذون من الليل كما تأخذون ،ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها " " هذه الحكاية هى فى مجتمع مسلم ومن ثم نهت الابنة أمها عن الغش لكون الله يراهم قم عرض العصيمة بعض الفتاوى فى المسألة فقال:
"فتاوى في الغش: س / ما حكم الغش في أوقات الامتحانات علما ً بأني أرى كثيراً من الطلبة يغشونوأنصح لهم ، ولكنهم يقولون ليس في ذلك شيء ؟ ج / الغش في الامتحانات ، وفي العبادات ، والمعاملات محرم لقول النبي ( : " منغشنا فليس منا " ، ولما يترتب عليه من الأضرار الكثيرة في الدنيا والآخرة ، فالواجبالحذر منه والتواصي بتركه . وقول الرسول ( : " من غشنا فليس منا " يعم الغش في المعاملات ، والامتحانات ،ويعم اللغة الإنجليزية وغيرها ، فلا يجوز للطلبة والطالبات الغش في جميع الموادلعموم الحديث ، وما جاء في معناه . والله ولي التوفيق ( فتاوى وتنبيهات ونصائح لسماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز ص 438 ) س / ما حكم الغش في الامتحانات ج / الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين في ظني أن السائل ينبئ عن الجواب ، بحيث إن السائل يقول : ما حكم الغش فيالامتحان ؟ فالسائل مقر بأنه غش ، والغش أمره بين ، وحكمه ظاهر ، وقد قال النبي( ص) " من غشنا فليس منا " ، ثم إن الغش في الامتحان من أعظم ما يكون خطراً ،لأن خطره ليس كخطر المال الذي من أجله ورد الحديث ، بل هو أعظم لأنه خيانة للأمة جميعا ً فالطالب الذي ينجح بالغش معناه أنه هيأ نفسه لأن يتبوأ مركزاً عظيماً بقدر ما تؤهلههذه الشهادة ، وهو في الواقع لا يستحقه ، وحينئذ يكون وجوده في هذا المركز الذي لا يناله إلا من نال هذه الشهادة ضرراً على المجتمع ، وضرر آخر للغش وهو من الناحية الثقافية ، فالأمة إذا خرج مثقفوها بالغش صار مستواهم الثقافي هابطا ً لا ينبئ عن علم ، فيكونون عالة على غيرهم ، لأنه من المعلوم أن من ينجح بالغش لا يستطيع أن يجابه الطلاب في التعليم والتثقيف ، ناهيك عما في ذلك من غش للدولة التي لا ترضى بهذا أبداً ، فاتخذت الاحتياطات اللازمة لمنع هذا الغش من المراقبين 0وغيرهم ، فإن غش أحد فقد ناقض الحكومة في هدفها وخانها ، وقد قال الله تعالى : (( يا أيها آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ... )) ، ولا فرق في هذا بين مادة وأخرى ،فلا فرق مثلاً بين أن نغش في مادة التفسير أو مادة اللغة الإنجليزية ، لأن الكل يترتب عليه صعود الطالب من مرحلة إلى مرحلة أخرى ، ويتوقف عليه إعطاء الطالب وثيقة الشهادة ، فالكل غش والكل محرم ، وإني أربأ بشبابنا أن يكونوا منحطين إلى هذا الحد ،وأهيب بهم أن يكونوا حريصين جدا ً على أن ينالوا المراتب بجدارة ، فذلك خير لهم في دينهم ودنياهم .( الشيخ / ابن عثيمين ، فتاوى إسلامية - المجلد الرابع - ص 331 ، 332 ) س / فضيلة الشيخ / أنا ممن غش في الامتحانات ونجح ، وغش ونجح حتى توظف في إحدى الشركات حتى بدأ يأخذ مالاً هل هذا المال يكون حراما ً ؟ وهل هو من أكل الربا ؟ أفيدوني جزاكم الله خيراً . ج / أقول : إذا كان الطالب نجح بغش فما قبل الشهادة تكفي فيه التوبة ، يعنى مثلا ً نجح في السنة الأولى والثانية والثالثة ، هذا في الثانوي ، ولكن في الثالثة لم يغش غش في الأولى والثانية ، وفي الثالثة لم يغش نجح بصدق ، نقول هذا يكفيه أن يتوب إلى الله ، لأن الوظيفة مثلا ً مرتبة على الشهادة ، والشهادة نظيفة وكذلك لو تخرج من الكلية وكان يغش في الأولى و الثانية و الثالثة ، لكن في الرابعة كان الاختبار نزيها ً فهذا يكفيه أن يتوب لا إشكال فيه عندنا - إن شاء الله تعالى ، أنما يأخذه و يتقاضاه من الراتب المبني على هذه الشهادة حلال له ما دامت الشهادة نزيهة ، لكن المشكل إذا كان الغش في آخر شيء في الشهادة فهذا يعني أن الشهادة الآن مزيفة و الوظيفة مبنية على هذه الشهادة فيبقى المال الذي يأخذهفيه شبهة لكن أقول :إذا تاب إلى الله توبة نصوحاً وكانت المادة التي غش فيها ليس لها صلة بالعمل الذي يقوم به ، فنرجو أن يكون راتبه حلالاً مثل أن يكون غش في مادة لا صلة لها بالوظيفة التي توظف فيها ، كأن يكون في اللغة الإنجليزية مثلا ً، و الوظيفة التي هو فيها لا تحتاج إلى اللغة الإنجليزية ولا صلة لها بها ، فإننا نرجو إذا تاب أن يكون الراتب الذي يأخذه حلالاً "اللقاء الشهري ص15 " س / فضيلة الشيخ / أرجو التنبيه على ما أشرتم إليه أنه إذا غش في الأولى والثانية ، فيكون راتبه حلالاً ، فمن الممكن أن يسمع هذا الكلام بعض ضعاف الإيمان فيقول :إذن أغش ثم أتوب ، فأرجو - وفقك الله - أن تبين عظم هذا الأمر ؟ ج / هذا وقع في قلبي ، ولكنني قلت : إذا غش في السنة الأولى والثانية دون سنة الشهادة ، فأرجو أن يكون راتبه حلالاً بعد أن يندم ، ويتوب إلى الله - تعالى- وتجدون كلمة ( أرجو ) ليس فيها جزم بأن يسلم إذا غش في الأولى والثانية، وأنا أكرر أن الغش حرام في ا لأولى ، والثانية ، لكن هذا تلميذ وقع منه الأمرلكنه في الشهادة لم يغش ، وجاء يسأل وهو تائب إلى الله ، هل يحل لي الراتب أم لا .ولسنا نهون من الغش لا في الأولى ولا في الثانية ولا في الثالثة ، لكن هنا فرق بين إنسان ندم وجاء تائباً ، ويريد أن يحلل الراتب الذي بني على الشهادة ،وهي شهادة نزيهة نرجو ألا ّ يكون عليه حرج فيما يأخذه من الراتب . ( الشيخ / ابن عثيمين اللقاء الشهري) " كل ما ذكر هنا فتاوى فى الغش فى الامتحانات وكما قلت لا يمكن أن نطلب من الغشاشين التوقف عن الغش فى مجتمع قائم على الغش مجتمع قائم على توارث الحكم أو توارث المناصب والوظائف العليا من قبل الطبقة الحاكمة سواء كانت أمراء أو ملوك أو عسكرا ومن معهم فإذا كانوا هؤلاء غشوا الله بتوارث المناصب والوظائف فلا يمكن أن ينصلح حال تلك المجتمعات إلا بقيام مجتمع مسلم جديد كما حدث فى مجتمع المدينة عندما اجتمع المهاجرون والأنصار فيه وأقاموا مجتمع العدل وأما فى حالة الاختلاط وهو العيش فى مجتمع يحكم بغير حكم الله فلا يمكن أن ننفذ الشرع بالضبط كما فى المرحلة المدنية وإنما كما فى المرحلة المكية حيث كانت هناك أحكام تبيح بعض المحرمات حتى يمكن البقاءعلى قيد الحياة